2
Februaryالى القامات العلمية والدعوية ، اللباس الشرعي عنوان هذا الأسبوع
بقلم د.محمد الطرايرة
إلى القامات الوطنية والدعوية والفكرية ، جميل أن نمد يد العون إلى أبناء هذا الوطن وبناته ، والأجمل وجود بصمتكم الراقية مثلكم على الدوام ...
اللباس الشرعي عنوان هذا الأسبوع في التواصي بالحق والتذكير به:
قدموا أدواتكم الدعوية من خاطرة أو فيديو أو رسمة أو أنشودة أو مداخلة إذاعية أو تلفزيونية أو مسابقة مدروسة وهادفة أو غير ذلك...
مستعينين بالمحاور الآتية:
1- التذكير بالأصل الأول الذي يقوم عليه الالتزام باللباس الشرعي، وهو أنه طاعة لله تعالى، وعلامة من علامات اصطفاء الله تعالى للمرء وباب من أبواب العبودية الصادقة. قال الله تعالى: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ" الآية.
وقال الله تعالى: " وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَاّ مَا ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ"، وقال سبحانه: "وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَاّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ".
ومن أعجب الآيات في ذلك وصيته للصحابة في حق نساء النبي عليه الصلاة والسلام: " وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ".
والأحاديث في ذلك كثيرة.
والتذكير بأن مخالفة أمر الله تعالى في اللباس الشرعي كبيرة من الكبائر التي جاء في حق مرتكبها وعيد شديد، كما في حديث صحيح مسلم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا».
2- بيان الأصل الثاني الذي يقوم عليه اللباس الشرعي، وهو أنه حفظ للمرأة من الإيذاء.
فالنبي صلى الله عليه وسلم حارب بني قينقاع لأنهم كشفوا عورة امرأة مسلمة.
وقد ارتبط اسم الحجاب في الشرع بالطهر والعفة والستر وعدم الإيذاء والغيرة.
ويمكن هنا إثارة ما تبحث عنه المرأة بإظهار مفاتنها، وهو الجمال، والتركيز على مفهوم الجمال الحقيق وفلسفته وأن الجمال كله في طاعة أوامر الله تعالى.
3- أما الأصل الثالث فهو أن اللباس الشرعي فيه حفظ للرجال من الزنا ومقدماته، وفيه إعانة لهم على غض البصر وحفظ العقل.
ومن المعلوم أن أحد أهم مقاصد النظام الاجتماعي الإسلامي هو صون الأعراض وكبح جماح الشهوات، وترويضها وضبطها وتقييدها بضوابط أخلاقي، ولا يخفى أن اللباس الشرعي في الإسلام بشروطه، إنما شرع لذلك.
4- ومن المعلوم أن الغرب في أيامنا نظر إلى الحجاب والنقاب بعين المقت والازدراء، وصَوَّره أقبح تصوير، وعده من أبرز عيوب الإسلام.
ويظهر أن ما يفعلونه جزء من المؤامرة على المرأة المسلمة، الذي هو جزء من مشروع استعماري شامل لتغيير وجه الحياة في العالم الإسلامي.
5- التنبيه على أن الشرائع جميعها فرضت حجاب المرأة، وقد بقيت لها في كتبها بقية تشير إلى ذلك. ومن الدليل البين لباس الراهبات ودخول المرأة الكنيسة وقد غطت رأسها بساتر.
ويمكن الاستدلال على ذلك بعدد من النصوص في كتبهم ومقالات مفكريهم وعلمائهم.
6- مما يجدر التذكير به أن آثار عدم الالتزام بالحجاب في المجتمعات عموما، وعند المسلمين خصوصا، آثار عظيمة منها : الإعراض عن الزواج، وشيوع الفواحش، وسيطرة الشهوات، وكذا انعدام الغيرة واضمحلال الحياء، فضلا عن فساد أخلاق الرجال؛ خاصة الشباب، وكذلك كثرة الجرائم، وتحطيم الروابط الأسرية لانعدام الثقة بينها، وتصبح المرأة وسيلة دعاية وترفيه ومتاجرة، ولا يخفى تسهيل معصية الزنا بالعين؛ وبالتالي استحقاق نزول العقوبات العامة، كما أخرج الحاكم في المستدرك بإسناد حسن لغيره، حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله".
7- لم يعرف كشف الحجاب في الأمة الإسلامية عبر قرابة ثلاثة عشر قرنا، حتى استطاع الاستعمار وأعوانه من أبناء جلدتنا الوصول إلى نساء الأمة، وإقناعهن بضرورة التخلص من اللباس الشرعي تحت شعارات: التحرر والمساواة وحقوق المرأة والتمكين لها، وغير ذلك من الكلمات المعسولة .
وكان رفاعة الطهطاوي من أول من أثار هذه المسألة في مصر، في القرن التاسع عشر الميلادي ، فقد جاء في كتابه "تخليص الإبريز في أخبار باريز"الذي كتبه بعد رجوعه من فرنسا، إلى مصر " السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعيا إلى الفساد" ص305. وتبعه في ذلك مرقص فهمي في كتابه "المرأة في الشرق"، وكذا قاسم أمين في كتابيه "تحرير المرأة"و"المرأة الجديدة" وغيرهم ممن سار على طريقتهم حتى كانوا سببا في أن تعيش الأمة مرحلة خطيرة في جانب عفتها وحيائها.
8- المناصحة بيننا وبين حكوماتنا وقادتنا لترسيخ مفهوم الحجاب في نفوس أبناء هذه الأمة عن طريق وسائل الإعلام ومؤسسات التربية والتعليم والمساجد، مع ضرورة فرض النظام العام في ذلك.
ولا ننسى دور العلماء وطلاب العلم والدعاة، فهؤلاء أحد شقي عزة هذه الأمة، ونوصيهم بالنصح وبذل المستطاع والثبات على المبادىء.
ولا نغفل عن دور الآباء والأبناء والأزواج، ونذكرهم جميعا بأن نساءنا أمانة في أعناقنا، وقد جعل الإسلام حسن تربيتهم سببا للعتق من النار.
ثم إطلاق يد الداعيات القابضات على دينهن في الدعوة إلى اللباس الشرعي، وبيان فضله ومكانته وجماله في حياة المرأة المسلمة.
9- التذكير بشروط اللباس الشرعي للمرأة، والتي لا ينبغي التساهل بها والتهاون، وذلك كشرط أن يكون اللباس فضفاضا وواسعا، يعني: لا يصف حجم شيء من جسد المرأة، وكذلك لا يشف عما تحته ولا يكشفه، وكذلك أن لا يكون زينة بذاته، وألا يكون في اللباس تقليد للفاسقات والفاجرات، وغير ذلك من الشروط.
وهنا يمكن أن نرسل همسة واقعية نعيشها فيما يتعلق بالجلباب الذي يباع في أيامنا، وهذه الهمسة تقوم على أن نسبة من هذه الجلابيب ليست منضبطة بضوابط الشرع، وأنه يُخشى أن يكون المقبلون عليها من صنف الكاسيات العاريات الذي تمت الإشارة إليه في الحديث.
10- ويمكن الإشارة إلى أن عددا من الرجال يتساهلون كذلك في لباسهم، ويلبسون الضيق من الثياب والبناطيل، ويكشفون أفخاذهم في الأماكن العامة، وهذا مما لا يليق بهم.
11- لا حرج بالتعريج على بعض الحجج والمعوقات الموهومة في كلام من يسعون في إسقاط الحجاب واللباس الشرعي من حياة نسائنا: ومن أمثلة ما يقولون: غير مقتنعة .... الحجاب تشدد والدين يسر ... وسيلة لإخفاء الشخصية .. عفة المرأة في ذاتها لا في حجابها ( الحجاب في القلب ) ... تعطيل لنصف المجتمع ... كبت للطاقة الجنسية ... رجعية وتخلف للمرأة ... الحجاب أنزل للتفريق بين الحرائر والإماء .. ما زلت صغيرة ... أهلي أو زوجي يرفضون ... أخشى من السخرية ... لازم أكون قده ... هيك كل من حولي ... وغير ذلك
١٢- مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى مزيد حيطة وحذر، وتساهل نساء المسلمين في نشر صورهن فيها يجب التحذير منه.
أخيراااا: مسألة اللباس الشرعي تحتاج إلى إحيائها في العالمين لئلا يصبح المنكر معروفا ...
ولا تنسوا: اسألوا الله أن يبارك في أجيالنا ويردنا ويردهم إلى دين الله ردا جميلااا ...
نرجوكم: الحكمة الحكمة في العرض والبيان، فنحن لا نقصد الهدم بقصد ما ننوي البناء .. وكلنا في الغيرة على ديننا وأوطاننا وأمتنا سواء .